الأحد، 18 ديسمبر 2016

استراتيجيات بدء الحصة



استراتيجيات بدء الحصة
Posted on 03/09/2014
تُعد بداية الحصة “الدرس” من أهم عوامل نجاحها، وسبباً رئيساً لالتزام الطلبة، وفهمهم الدرس، ولابد من التذكير بأنه ليس من الحكمة البدء بالدرس بدون تحضير المعلم المسبق لمحتوى الدرس والاستراتيجيات والمصادر التعليمية اللازمة، ومن الضروري تهيئة الطلبة لبدء الحصة، كحضور المعلم بابتسامة طبيعية مع بداية وقت الحصة وبدون تأخير، وهناك العديد من الطرق الفاعلة التي يمكن أن نبدأ الدرس بها،  ومن أسهلها استراتيجية التصويت، والتي وتتضمن وبكل بساطة طرح أسئلة يستطيع الطلاب الإجابة عليها برفع أيديهم إلى الأعلى، وأسئلة هذا النوع تمهد السبيل للسير في الحصة وتكسر الجمود، كما تشد الانتباه… مثل: “كم واحد منكم كان يومهم جيداً؟”، أو “كم واحد منكم يتذكر أين توقفنا في الدرس السابق؟”
وفيما يلي  خمسة استراتيجيات لبدء الحصة:
استراتيجية الاتفاق على الدرس
يقوم المعلم هنا بوصف موجز للخطة الدرسية من خلال عرض النتاجات للطلاب وآلية العمل، توحي هذه الطريقة بأخذ موافقة الطلاب على بداية الدرس وطريقة عرضه، والغرض منها أن نجعل التعاون الطلابي يرتفع ليصل الى أقصى حد، فالطالب يحس هنا بأهميته أن المعلم يشاركه الاتفاق على خطة سير الدرس، وهي تناسب الطلبة الأكبر سناً لمراعاتها عوامل النمو النفسي لديهم بحبهم المشاركة وإبداء الرأي.
استراتيجية الاتفاق على الدرس تتم من خلال طلب الموافقة على خطة الدرس (كتابياً أو شفهياً)، وهي تشبه ما تطلق عليه مادلين هنتر “Madeline Hunter” اسم “التهيئة الحافزة” وكلا الاستراتيجيتين تجعلان الطلاب ينظرون بشوق إلى الدرس، بسبب شعور الطلاب بالدعوة لقبول الخطة المعروضة عليهم. كما أن الاستفسار من الطلاب إن كانت هذه الخطة مناسبة لهم هو بالطبع دعوة لهم ليصبحوا مشاركين في العمل القادم وذلك بإنهاء المقدمة بسؤال “جاهزين؟”، “لنبدأ؟”، “هل عند أحدكم أي استفسار قبل البدء؟”… وهكذا.
استراتيجية العمل الفوري
وهي عمل يقوم به الطلاب فور دخولهم الصف، والغرض منها أن تجعل الطلاب يشاركون بشكل منتج منذ بداية الحصة. وتتضمن المهام “الأعمال” التي تناسب الحصة ما يلي:
§         الكتابة في دفاترهم ربما كإجابة سؤال أو جملة لهذا اليوم معروضة على السبورة أو الجدار.
§         حل مسائل مكتوبة على السبورة.
§         الجلوس في مجموعات ثنائية وتصحيح النشاط المنزلي لبعضهم بعضاً.
§         بدء العمل على المهام الفردية وأوراق العمل أو أنشطة ركن التعلم.
إن الفكرة من هذه الاستراتيجية هي إيجاد عمل فوري للطلاب بقصد عدم ضياع وقتهم، أو استنزاف طاقاتهم وحيويتهم بانتظار الأنشطة التي ستجري في الصف فيما بعد، وهذه الاستراتيجية أيضاً توفر لك الوقت للقيام بمهام إعداد المواد اللازمة لدرسك وتفقد الحضور  والتشاور مع الطلاب بشكل فردي .
استراتيجية الأسئلة الحافزة
وهي أسئلة يطرحها المعلم بداية الحصة تشد انتباه الطلاب وتثير تفكيرهم، هدفها أن تثير اهتمام الطلاب في درس من الدروس وتشد انتباههم، إذ أن استثارة الطلاب وميولهم تُؤمن سير الدرس بشكل أكثر سهولة، وهذه بعض الأمثلة الدالة على الأسئلة المحفزة:
§         “درس الثدييات”: هل تستطيع أن تسمي حيواناً يَحمِل صغاره لأكثر من عام قبل أن يلد؟
§         ماذا تعرف عن الأسباب التي أدت إلى اشتعال الحرب العالمية الأولى؟
وهذه الاستراتيجية تحفز الطلاب في أغلب الأحيان ليكونوا مستعدين للخوض في غمار الموضوع، والبحث عن المعلومة.
استراتيجية الدعوة لتبادل خبر جديد أو حسن
تكون عن طريق دعوة المعلم الطلاب لتبادل الحديث عن أحداث جديدة أو حسنة حدثت في حياتهم، خلال الفترة السابقة مثل عطلة الصيف، أو عطلة نهاية الأسبوع، وبها يتم شد انتباه الطلاب وبناء مناخ اجتماعي سليم في الصف، وإن تطبيق هذه الاستراتيجية لأول مرة مع الطلاب في العادة يكون في بداية العام الدراسي بالتعرف عليهم، وسؤالهم عن الوقت الذي قضوه في العطلة، عادة لابد من أن نقدم المساعدة لطلابنا بإعطائهم بعض التلميحات فعلى سبيل المثال اطرح السؤال التالي : “من منكم قضى يوماً هادئاً بالأمس؟”، “كم واحد منكم حصل على مديح خلال هذا الأسبوع؟”…   ويجب أن نتقبل ما يقوله الطلاب بكل صدر رحب : بل وأن نمدحهم على ذلك وندعمهم مثلا بقول “شكراً لك على انك أخبرتنا بذلك”.
والخلاصة هنا: أن هذه الاستراتيجية ليست لإثارة قضايا للنقاش، مع أنه من الحِكمة أحياناً إتاحة الفرصة لظهور المناقشات. بل هي لإعطاء الطلاب لحظات قليلة لتبادل الأحداث المثيرة  كما تتيح هذه الاستراتيجية الفرصة للطلاب غير اللامعين في المجالات التعليمية للتحدث عن المجالات الأخرى  في حياتهم. كما أنها توفر فرصة احترام الطلاب بعضهم بعضاً بشكل أعمق وأوسع في الصف.
استراتيجية التذكير بالمجازفة “المغامرة”
وهنا يقوم المعلم بتذكير الطلاب بأن التعلم غالباً مجازفات “مغامرات” مع بعض التشجيع للنظر في المجازفة في الصف هذا اليوم والتي تكون عبارة عن أسئلة عالية المستوى للتحدي، وبها يتم تشجيع الطلاب على التوسع إلى ما وراء نطاق التعلَم السهل، كما أن تحدي الطلاب بأسئلة قوية نوعاً ما تجبرهم على التفكير والسرعة في الرد، وتعتبر هذه الاستراتيجية  طريقة لاستجماع القوى ثم  تحقيق الهدف المراد، ويمكن أن تستخدم هذه الاستراتيجية في المناقشات لتشجيع الطلاب على الوصول الى معارف جديدة:  فبدلاً من أن نسأل عن الطلاب الراغبين في إعطاء إجاباتهم  (مَن يعرف جواب … ؟) نسأل (كم واحد يعرف جواب … ؟)، وغالباً ما تُستخدم استراتيجية التليين الى جانب استراتيجية التذكير بالمجازفة.
وفي النهاية يجب أن نتذكر سوية أن الحصة الجيدة لابد أن تكون ذات بداية جيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق