ليس هناك عمل اسمى من تطوير ذاتك في مجال
عملك , و لذلك كان يجب توافر عوامل تعمل على تحفيزنا في مضمار العمل التربوي , و
لأن التعليم من أسمى الوظائف عملت مجموعة كبيرة من الدول على وضع مسابقات للمعلم
المتميز تقديرا لجهوده في العملية التربوية .
ولهذا السبب أسست مؤسسة ڤاركى جائزة للمعلم في
عام ٢٠١٤ لرفع مكانة مهنة التعليم.و قالت " نحن نسعى إلى تكريم أفضل المعلمين
– أولئك الذين يلهمون طلابهم والمجتمع من حولهم على حد سواء", حيث تؤمن
المؤسسة بأن التعليم النابض بالحياة يدعم الشباب في المجتمع. ومن المهم معرفة أن
مكانة المعلمين تشكل في ثقافاتنا أساس
المجتمع.(بكريش,2016)
و الدافعية لهو أمر مهم في تحفيز المعلمين
على تقديم أفضل ما لديهم و التقدم لمثل هذه المسابقات , و رغم تعدد المسابقات على
المستوى المحلي و المستوى العالمي ,إلا أن هناك ضعف في المشاركة بمثل هذه
المسابقات و السبب وراء ذلك مجموعة اسباب منها انعدام التحفيز او غياب الدافعية
اللذي يرجع بدوره لعدة عوامل متعددة المجلات و التفسيرات , ففي مقال للبرجاوي ,
2010 قال بأن غياب التحفيز يرجع الى عدة عوامل منها انعدام الثقة بالنفس الذي
يدفعهم الى لعدم المشاركة بمثل هذه الأعمال .
إضافة الى انشغال المعلمين بأمور أخرى مثل
الالتزامات الإجتماعية و التزامات خاصة يقيد حركة المعلمين من خلالها و يمنعهم من
المشاركة بمثل هذه المسابقات اللتي تتطلب القليل من التفرغ , كما أضاف أن هناك
أسباب مثل عدم وضوح القوانين بالتالي عدم التقيد بالتعليمات الموجودة و غياب
المكافاّت المقدمة اليهم و الحوافز المادية اللذي ينظر اليها اغلب الأشخاص على
أنها عامل مهم في زيادة مستوى المشاركة بمثل هذه المسابقات .
و بعد استفتاء بسيط قمت به من خلال شبكة
الإنترنت "الفيسبوك" كانت إجبات المعلمين حول السؤال عن مدى ضعف
دافعيتهم في المشاركة في الجوائز المحلية و الدولية تراوحت الإجابات بين معارض
للقول مبررا أن أن النسبة بازدياد نظرا للتطور الذي يمر به المعلمين في جميع
المجالات التقنية و الفكرية و الإجتماعية التي تؤهل المعلم الى اكتساب ثقافة العمل
بجد و المثابرة للحصول على تكريم و إنجاز يعزز ثقته بنفسه و يزيد من ابداعه في
المجال التربوي .
واّخرون برروا ذلك بسبب الواسطة و المحسوبية
التي وصلت إلى اختيار المعلمين الفائزين بمعايير اجتماعية خاصة و إهمال ما يسمى
الإبداع و التميز, ومنهم من قال أن سبب ذلك هو الضغط الذي يتعرض له المعلم على
مستوى العمل او المستوى الإجتماعي , موضحا أن زيادة عدد الحصص كان سببا كبيرا في
زيادة ضغط العمل الأمر الذي لا يسمح بوجود وقت كاف لتطبيق المعايير المراد العمل
بها للوصول و تحقيق الشروط اللازمة للمشاركة بمثل هذه المسابقات المحلية منها و
الدولية .
و رجح اخرون السبب الى أن عملية التحفييز غير
مستمرة موضحين أن المعلم يفقد شهرته و اسمه بعد المشاركة و يقل الإهتمام بالتميز و
الإبداع الذي عمل به طوال العام و مضيفا أن مثل هذه المسابقات هي بهدف الشهرة و
التصوير و الإعلان لا بهدف البحث عن التميز و الإبداع و التأثير الإيجابي في بحر
الإدارة التربوية الواسع .
ومن خلال اطلاع الباحث على الدليل التفسيري
لمعايير المعلم المتميز في المملكة العربية السعودية 1436 هجري المعدة لجائزة التعليم المتميز اعتقد الباحث أن المعايير الموضوعة كانت سببا كبيرا في تدني مشاركة المعلمين بمثل هذه الجائز
نظرا لتعددها وكثرتها إضافة الى انشغال المعلمين بالعديد من الأنشطة التي تجعلهم
في حيرة من المشاركة في مثل هذه الأعمال أو متابعة أعمالهم المنوطه بهم من قبل
المدرسة أو المسؤوليات الإجتماعية التي تقع على كاهل كل منهم .
في النهاية رغم وجود هذه الجوائز و تعددها
الى أن الضعف موجود و في تقلص نظرا للوعي الموجود من قبل المعلمين في المدارس الذي
أصبح يركز على الإبداع و التميز في التعليم و شرح المناهج للطلبة و الذي هو جوهر
العملية التعليمية و الهدف الذي يرجى من مثل هذه الجوائز.
المراجع:
بكريش,راغب,2016. "جائزة افضل
معلم في العالم 2017".مدونة ملحوظة ,تم استرجاعه في 17/12/2017
الساعة 2:00 من الرابط https://www.raghebnotes.com/?p=609
البرجاوي,مولاي.2010." التحفيز
والدافعية وتطبيق مبادئهما في الميدان التربوي".الألوكة الاجتماعية , تم استرجاعه في
17/12/2017 الساعة 6:00 من الرابط http://www.alukah.net/social/0/26945/
اللجنة العلمية.1436. "الدليل
التفسيري لمعايير المعلم المتميز".السعودية,وزارة التعليم السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق