يتفق
معظمنا أن الجيل الجديد من الطلاب يصعب تحفيزه للتعلم و كسب المعرفة
بالطرق التقليدية التي اعتدنا عليها في السابق ، فإن لم يكن للطالب الدافع
الكافي سواء كان داخليا أو خارجيا للدراسة والفضول المعرفي فلن يتحقق
التعلم الذي ينشده المعلمون و أولياء الأمور و النظام التعليمي ككل.
في
هذا الصدد ، يمكن للمدرس أن يلعب دورا محوريا في تشجيع و تحميس طلابه رغم
صعوبة المهمة ، فواقع الحال يقول أن كل متعلم يحتاج منا إبداع طريقة خاصة
به لخلق نوع من الدافعية للتعلم لديه ، فأكثر المعلمين خبرة يجتازون أوقات
عصيبة في رحلة بحثهم عن الفصل الدراسي المتحمس و المتشوق إلى العلم .
المعلم الناجح
إذن هو من يحاول تطوير نفسه و الارتقاء بمستوى فصله و لذلك سيحتاج بعضا من
الأفكار في تحفيز الطلاب و استدراجهم لحب العلم و التعلم ، و هاته بعض
منها :
1- تحسيس الطالب بالمسؤولية :
دع المتعلمين يسيطرون على طريقة تعلمهم ، و اترك لهم حرية اختيار المهام و
الواجبات المنزلية
التي يريدونها . لا تنس أيضا أن الفصل مجتمع مصغر ، لدى من الجيد أن يشعر
الطالب بأهميته داخل الفصل ، فتزيين القسم و الاعتناء بالنباتات كلها أمور
تشعره بالمسؤولية و الفخر .
2- تحديد الأهداف :
من
الضروري تحديد الأهداف من المهام المنوطة بكل طالب بوضوح ، فهو يحتاج إلى
معرفة مايتوقع منه حتى يبقى متحمسا لإكمال المهمة على أحسن وجه . حاول إذن
جرد لائحة بأهداف قصيرة و طويلة المدى و مجموعة من القواعد التي على الجميع
تحقيقها أو احترامها .
3- خلق بيئة آمنة :
يحتاج
الطلاب إلى التعلم في أمان تام ، فالخوف من الإخفاق و عواقب الرسوب قد
يؤدي إلى تعثرات لا تحمد عقباها على المدى البعيد . يستحسن إذن تشجيع
الطلاب و الإيمان بقدراتهم على تجاوز الصعوبات و إعادة المحاولة عند الفشل
مع دعمهم نفسيا و اجتماعيا إذا اقتضى الحال .
4- تغيير فضاء التعلم :
لايمكنك
كمعلم الجلوس وراء مكتبك و انتظار نتيجة مبهرة داخل الفصل ، الطلاب بحاجة
للتجديد المستمر ، يمكنك القيام برحلات ميدانية ، رؤية أفلام وثائقية أو
فقط القيام ببحث جماعي في مكتبة المدرسة … كل ذلك كفيل بتحفيز المتعلم و
خلق جو من المرح و المتعة المفيدة .
5- خلق جو من المنافسة الشريفة :
المنافسة
داخل الفصل الدراسي يمكن أن تكون شيئا ايجابيا إذا ماتم استخدامها بشكل
تربوي يخدم الأهداف المسطرة سلفا ، ففي بعض الحالات يمكن تحفيز الطلاب على
بذل جهد أكبر و التفوق عن طريق تطبيقات تعليمية مثلا أو
ألعاب جماعية تقليدية فقط .
6- تقديم مكافآت بسيطة :
تعد
من أهم الوسائل لتحفيز الطلاب ، فلا يحتاج الأمر منك ميزانية ضخمة ، فقلم
جميل أو علبة شوكولاتة صغيرة قد يفيان بالغرض ، كلمات مدح قد تكون أكثر
فعالية في بعض الأحيان . المهم هو شعور الطفل أو المراهق بالفخر عند الحصول
على مكافأة بعد إكمال مهمة ما و تشجيع الآخرين على أن يحدوا حدو المتفوق .
7- تشجيع العمل الجماعي :
العمل
الجماعي من الوسائل التي نتفق على نجاعتها و أهميتها خصوصا بالنسبة للطلبة
المتعثرين و الخجولين ، الكل يتحمس للتعاون و مساعدة المجموعة و إكمال
المهام وهي طريقة جيدة بالنسبة للمواد العلمية التي تعتمد الملاحظة و
التجريب .
8- التعرف على الطلاب :
ليس
المقصود معرفة اسم كل طالب ، بل التعرف على هواياته و إنجازاته و مايحبه
وما يكرهه … فذلك يمنحه ثقة عالية في نفسه و يؤثر ايجابا على سلوكاته داخل
الفصل و بالتالي عملية تعلمه .
9- الحوار و النقاش :
يمكن
استغلال بعض الحصص الدراسية لمناقشة بعض مكامن الخلل و الضعف التي قد تخلق
نوعا من الإحباط لدى المتعلمين ، فالوقوف عندها و البحث عن سبل تجاوزها
كفيل بإعطاء الجميع إحساسا بالأمل و إمكانية النجاح .
10- استخدام التكنولوجيا :
تكلمنا
مرارا عن دمج التكنولوجيا في التعليم و ماله من تأثيرات ايجابية إذا ماتم
استخدامها بمنهجية منظمة ، ليس بالضرورة أن يستغني المعلم عن الورقة و
القلم لكن أن يحاول الاستفادة كلما سنحت الفرصة مما توفره التكنولوجيا في
هذا المجال من برامج و
أدوات و
تطبيقات تعليمية تطرقنا إلى الكثير منها في مقالات سابقة
كتطبيقات كسر الجمود Icebreakers داخل الفصل مثلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق